1. الصفحة الرئيسية
  2. دوليّ
  3. الصراعات المسلحة

عمدة رفح لراديو كندا: ’’المعاناة الإنسانية كبيرة جداً، جداً، جداً…‘‘

طفلة فلسطينية تبكي بعد قصف إسرائيلي على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

طفلة فلسطينية تبكي بعد قصف إسرائيلي على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

الصورة: Reuters / Mohammed Salem

RCI

ليس لعمدة مدينة رفح في جنوب قطاع غزة الفلسطيني، أحمد عودة الصوفي، سوى كلمة واحدة على لسانه: ’’كارثة‘‘.

’’إنها كارثة على كافة المستويات: كارثة إنسانية وكارثة اجتماعية وكارثة صحية وكارثة بيئية وكارثة اقتصادية... والعالم يراقبنا دون أن يحرّك ساكناً‘‘، يقول الصوفي من وسط مدينته في مقابلة هاتفية مع راديو كندا.

فمنذ 6 أيار (مايو) كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها ضدّ رفح القريبة من الحدود مع شبه جزيرة سيناء المصرية، ودعت المدنيين إلى الانتقال إلى منطقة المواصي الساحلية داخل قطاع غزة على مسافة حوالي 10 كيلومترات.

وتدّعي إسرائيل أنّ الكتائب الأخيرة لحركة حماس الفلسطينية متمركزة في رفح، وتقول إنها عازمة منذ عدة أشهر على تنفيذ هجوم بري واسع النطاق على المدينة بغية القضاء على هذه الحركة الإسلاموية التي تتولى السلطة في قطاع غزة منذ عام 2007 والتي شنّت في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 هجوماً دامياً على جنوب إسرائيل أشعل شرارة الحرب المتواصلة منذ ذاك الحين.

مدنيون فلسطينيون يغادرون رفح هذا الأسبوع بعد إصدار القوات الإسرائيلية أوامر للسكان بإخلاء بعض أحياء المدينة.

مدنيون فلسطينيون يغادرون رفح هذا الأسبوع بعد إصدار القوات الإسرائيلية أوامر للسكان بإخلاء بعض أحياء المدينة.

الصورة: afp via getty images / -

ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة، لم يتمكّن سوى 80 ألف شخص من أصل 1,4 مليون نسمة متجمّعين في رفح من الفرار من المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية.

ومعظم هؤلاء الناس الذين تعجّ بهم المدينة نزحوا إليها في الأشهر السبعة الأخيرة بعد أن حولت المعارك والقصف شمال قطاع غزة ثم وسطَه إلى أنقاض.

والذين قرروا البقاء ’’يفضّلون الموت هناك على أن يُضطروا إلى الرحيل مرة أُخرى‘‘، يقول رئيس بلدية رفح.

’’طبعاً، نحن نشجعهم على المغادرة للفرار من القصف، نُعطي الأولوية للسلامة الجسدية للمدنيين، خاصة للنساء والأطفال‘‘، يضيف الصوفي.

ووفقاً له، فإنّ المنطقة التي أعلنتها إسرائيل ’’منطقة إنسانية‘‘ هي في الواقع ’’صحراوية‘‘ و’’خالية من أيّ بنية تحتية أساسية‘‘ لإيواء النازحين، إذ ’’لم يتم وضع أيّ شيء لاستقبال‘‘ المدنيين الفارين من القتال.

وسيطر الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي عبر مصر.

تمّ قطع كافة الإمدادات. (...) نفتقر إلى الماء والغذاء والدواء والوقود... نفتقر إلى كلّ شيء!
نقلا عن أحمد الصوفي، عمدة رفح
صورة من الأرشيف لرئيس بلدية رفح، أحمد عودة الصوفي، في مكتبه.

صورة من الأرشيف لرئيس بلدية رفح، أحمد عودة الصوفي، في مكتبه.

الصورة: Facebook / Municipalité de Rafah

ويوم الثلاثاء قالت الأمم المتحدة إنه لم يتبقَّ لديها من احتياطيّ الوقود سوى ما يكفي ليوم واحد من العمليات الإنسانية في قطاع غزة، ودعت إلى إعادة فتح المعابر.

وأمس حذّرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة من أنّ المستشفيات في جنوب القطاع لم يتبقَّ لديها من الوقود سوى ما يكفيها مدة ’’ثلاثة أيام‘‘، ’’ما يعني أنها قد تتوقف عن العمل قريباً‘‘.

ويؤكّد عمدة رفح أنّ مستشفيات المدينة هي إمّا ’’متوقفة عن العمل‘‘ أو ’’لا يمكن الوصول إليها بسبب الطرقات المقطوعة أو المدمّرة جرّاء القصف الإسرائيلي‘‘.

ويوضح أنه مع إغلاق معبر رفح، أصبح من المستحيل على الفلسطينيين إجلاء الجرحى إلى مصر ليتلقّوا العلاج هناك.

جميع المصابين، وخاصة من هم مصابون بجروح خطيرة، محكوم عليهم الآن بالموت دون علاج. نعيش في خوف ورعب في رفح (...). المعاناة الإنسانية كبيرة جداً، جداً، جداً…
نقلا عن أحمد الصوفي، عمدة رفح

ويناشد رئيس بلدية رفح ’’إنسانية المجتمع الدولي‘‘ أن ’’تتحمّل مسؤولياتها وتضع حداً لهذه المجزرة‘‘.

’’هذه كارثة حقيقية تخصّ البشرية جمعاء‘‘، يقول الصوفي.

فلسطينيون يستخدمون الأضواء المنبعثة من هواتفهم المحمولة لإنقاذ جريح من تحت أنقاض مبنى استهدفه القصف الإسرائيلي في مدينة رفح.

فلسطينيون يستخدمون الأضواء المنبعثة من هواتفهم المحمولة لإنقاذ جريح من تحت أنقاض مبنى استهدفه القصف الإسرائيلي في مدينة رفح.

الصورة: Getty Images / AFP

ويؤكد الصوفي، الذي انتُخب رئيساً لبلدية رفح في حزيران (يونيو) 2020، أنه لم يعد هناك ’’أماكن آمنة‘‘ في قطاع غزة بأكمله.

ويتّهم الصوفي الجيشَ الإسرائيلي بأنه دمّر مدناً ’’بأكملها‘‘ في قطاع غزة بواسطة الجرافات والدبابات، وهو يخشى أن تواجه مدينتُه المصير نفسه.

ويطالب الصوفي المجتمع الدولي بتوفير ’’مساكن مؤقتة للنازحين‘‘ و’’مستشفيات ميدانية‘‘ لعلاج المصابين.

’’طبعاً، الاحتياجات هائلة، لكنّ الأمر الأكثر إلحاحاً هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار. يجب إنهاء العنف وفتح المعابر لإيصال الماء والغذاء والدواء إلى السكان‘‘، يقول عمدة رفح.

نازحون فلسطينيون في منطقة المواصي الساحلية التي أمر الجيشُ الإسرائيلي سكان رفح بالانتقال إليها.

نازحون فلسطينيون في منطقة المواصي الساحلية التي أمر الجيشُ الإسرائيلي سكان رفح بالانتقال إليها.

الصورة: Getty Images / AFP

ووفقاً للصوفي، لن تنجح إسرائيل في القضاء على حركة حماس بالقنابل. ’’من الواضح أنها حرب ضد الشعب الفلسطيني وليس ضد حماس‘‘.

يكرر المجتمع الدولي باستمرار أنّ لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكنْ للفلسطينيين أيضاً حقوقٌ معترَفٌ بها من قبل الأمم المتحدة، من ضمنها الحق في تقرير المصير والحق في مقاومة الاحتلال.
نقلا عن أحمد الصوفي، عمدة رفح

’’من الواضح أنّ هناك ازدواجية في المعايير في العالم‘‘، يقول الصوفي بأسف، متهماً الدول الغربية بأنها ’’فقدت اهتمامها بمصير الفلسطينيين‘‘.

’’نحن الفلسطينيين شعب مسالم، وليس لدينا سوى أمنية واحدة، وهي أن نتمتع بالحقوق نفسها التي تتمتع بها الشعوب الأُخرى حول العالم‘‘، يؤكد رئيس بلدية رفح.

يُذكر أنّ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) أوقع حواليْ 1.200 قتيل، غالبيتهم من المدنيين حسب المصادر الإسرائيلية. وأوقعت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة رداً على ذاك الهجوم حواليْ 34.850 قتيلاً في صفوف الفلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال حسب وزارة الصحة في حكومة حماس، فضلاً عن دمار هائل في البنى التحتية والممتلكات وتشريد الغالبية الساحقة من سكان القطاع.

(نقلاً عن تقرير (نافذة جديدة) أطول لرانيا مسعود على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

العناوين